Friday 21 September 2007

رمضان .. ضيف فى كل مكان

ما أجمل أجواء رمضان .. الجو الرمضانى والطقوس اليومية الخاصة به لها طعم مميز فى مصر .. تبادل الزيارات ودعوات الإفطار والإستمتاع بصوت الشيخ المفضل فى صلاة التراويح ... شهر للصفاء الذهنى والجسدى .. تتسرب الهموم وتستيشر الوجوه وتعلو الروح والعزيمة .. لا يعكر صفو شئ .. حياة منقطعة للعبادة والأسرة والأصدقاء ...
يتميز جو رمضان بمصر بطابعة المميز حيث تعلق الزينات والفوانيس ... البهجة تعلو وجوة الجميع فرحاً بالشهر الكريم .. صوت بائع الفول وصلصلة بائع العرقسوس .. ترتفع مآذن المساجد بالقرآن الكريم قبيل المغرب ليبدأ الجميع الإستعداد لمدفع الإفطار .. تخلو الشوراع من المارة إلا موائد الرحمن العامرة بضيوف الرحمن أعزهم الله ... يساعد الأبناء الأم فى حمل الأطباق إلى المائدة بعد أن قضت ساعات النهار فى إعداد ما لذ وطاب لأفراد الأسرة التى يجب على كل أفرادها التجمع على مائدة الإفطار لاسيما أول أيام الشهر الكريم حيث يحرص الجميع على الإفطار مع الأسرة وذلك من ضمن الطقوس الخاصة بالشهر الكريم فى مصر لتبدأ دعوات الإفطار فى الأيام التالية ... جو ساحر ... لا يستطيع من عاشة يوماً أن ينساة .. لتبدأ بعد الإفطار مهمة أخرى بالإتصال بالأصدقاء والأقارب للحث على الإستعداد للإلتقاء .. فالأصدقاء يتجمعون لصلاة التراويح فى أحد المساجد التى يقوم بالإمامة فيها أحد الشباب ذو الصوت الشجى العذب .. ويسارع رب الأسرة فى جلبابة الأبيض بإستعجال أفراد أسرتة حتى لا تفوتهم صلاة العشاء ... السحور وصلاة الفجر حاضر وقراءة القرآن الكريم آناء الليل والتهجد ... لا إله إلا الله محمداً عبدة ورسولة .. من ذا الذى لا يفتقد كل ذلك
جعل الله سفرى من فى التاسع من الشهر الكريم بعد صلاة التراويح .. إمتلأت عيناى بالدموع وهى تحتضن كل ما يقابلها .. والأسئلة تتبادر إلى ذهنى هل سأكون هنا العام القادم؟ هل سأفتقد ذلك الصوت العذب؟ هل ستقرعيناى برؤية هذا الأعداد من المصلين؟ هل ستنعم أذناى بتلك التلاوة؟ هل وهل وهل ..... ؟!!
ودعت كل ذلك لأستعد للسفر مع أول ظهور للخيط الأبيض فجراً .. والحمد لله الذى جعل أولى أيامى فى بلاد الغربة فى رمضان صائماً وأولى خطواتى فى الغربة إلى المسجد .. لأظل 17 يوماً مقيماً بالمسجد لعدم حصولى على سكن .. بالتأكيد للجو الرمضانى فى مصر طعم مختلف ولكن لرمضان فى الغربة أيضاً طعم آخر مميز لا يقل حلاوة ولا عذوبة عن مصر فأيقنت أن رمضان هو صاحب هذا الطيف الذى تطوق لة أنفسنا فيه وليس المكان ولا البشر سوى أداوت يستخدمها ويسخرها الله لعبادة فى ذلك الشهر الكريم
تلى الإنتهاء من صلاة الجمعة فى أول ساعاتى فى الغربة بالذهاب للسوق للمساعدة فى شراء طعام الإفطار الجماعى لمسجد المدينة .. شخوص من جميع بقاع العالم .. من المغرب وتونس والجزائر ومصر وليبيا والأدرن ولبنان وإريتريا وفلسطين وسوريا والعراق واليمن و ..و...و... تجمعوا لخدمة بيت الله وضيوفة فى رمضان .. والجميع متبرع بوقتة ومالة وجهدة .. لا يألون جهداً فى بذلة ... فهناك من ينظم الموائد ومن يعد السلطات ومن يقوم بطهى اللحوم والخضراوات والآخر بشراء المشروبات والعصائر ... منظومة لا أروع ولا أبدع ... سبحان الله الذى جمع كل تلك الطوائف بإختلاف بيئتها وعاداتها وتقاليدها ولغاتها على كلمتة وعلى طاعتة وعلى عبادتة ... اللهم أعز تلك القلوب التى تجمعك إبتغاءاً لمرضاتك .... أدركت فى أول أيامى أنة رمضان فى حلتة الجديدة ... أدركت أننى أنا من هو الضيف على رمضان ... فرمضان موجود ومتواجد فى كل بقاع الأرض ونحل نحن ضيوف عليه .. فهو مرشدنا إلى الخير يحرضنا على فعل الخيرات ويحثنا على الطاعات ... يلزمنا بالجماعة .. الله أشهد أن لا إله إلا أنت محمداً عبدك ورسولك ... والحمد لله على نعمة الإسلام
لهذا النشاط الرمضانى طعم جديد .. مذاق خاص .. حلاوة تستشعرها جلية فى روحك ونفسك ومن حولك .. لتبدأ فى الإبتكار لكسب أكبر قدر ممكن من الحسنات فى ذلك الشهر وبذلك النشاط الرمضانى .. أيضاً لا يفوتك التعارف بأخوة جديدة فى الإسلام فى أماكن متفرقة بمجرد أن تخطو قدماك كل يوم إلى مسجد جديد وتمتد يداك للمساعدة مع إخوة فى الله لا ولن تعرفهم أويعرفونك ... فقط أرواح تتنافس وتتبارى فى فعل الخير ... إدع كل بعيد أن يقترب فى رمضان ... ثبتهم وساعدهم فى التواجد لتتركهم لمكان جديد ... فالدال على الخير كفاعلة ... فلك إن شاء الله حسنات تجنيها من أماكن تبعد عنك مئات الأميال ..
اللهم ما بلغنا رمضان اللهم ما بلغنا رمضان وإرزقنا عبادتك وطاعتك بكرمك وفضلك وإرحمنا مولانا فأنت خير الراحمين

Saturday 9 June 2007

الحرية مرة أخرى


وقفه أخرى مع الحريه.. ولا زال سؤال صديقى "يعنى نفسك تكمل حياتك في ألمانيا ومترجعش مصر تانى؟؟ "

إضافه لما ذكرته من قبل عن الحريه وصورة من صورها في حريه التعليم مع تكفل الحكومه بتوفير إحتياجاتك الأساسيه الشهريه .. دعونى أنقل لكم صورة أخرى من صورها لم أستوعبها في حينها حيث كنت حديث العهد بأوروبا.. خرجت من عملى في الحادية عشرة ليلا لأجد مهرجاناً عظيما تم الإعداد له على مدار الأيام السابقة من أضواء ومسارح وأكشاك في وسط مدينة فرانكفورت .. ولم يكن لدى أى فكره عن طبيعه المهرجان حيث تقام مهرجانات عديده مثل الربيع ومهرجان الورود ومهرجانات ذات خلفيه دينيه فلم أكترث بالإستفسار مسبقاً عن طبيعه هذا المهرجان.. وهالنى ما رأيت قبل منتصف الليل أناس عديده بأزياء غريبه وفى أوضاع أغرب يشعر المراقب أنه في غرفه نوم مفتوحه.. ألعاب نارية وفقرات مسرحية وأضواء ومأكولات ومشروبات.. أفقت من ذهولى لتقع عينى على شخص يضع بادج " سلبى " على صدره.. إنه مهرجان الشواذ.. فى الوقت التى تسمح به الدوله بتنظيم مهرجان للشواذ تسمح لهم أيضاَ بتنظيم مظاهره ضد بناء مسجد للمسلمين .. مجتمع يدفع دفعاً إلى الهاوية.. تقف أنت في وسط المشهد مذهولا ..حينما تسمح الحكومه بمعارضه عودة الفضائل من خلال بناء مسجد فإنها في الوقت ذاته تسمح بإقامه مهرجانات يسمح خلالها بالأحضان والقبلات والمزيد ..وإذا تساءلت لماذا كل تلك الاموال ولماذا كل هذال إنحلال؟؟ ستجد يداً تهوى على " قفاك " ديمقراطيه يا إبن العالم التالت .. حريه يا إبن العالم المتخلف؟؟.. لن يسعك سوى أن تقبض على ثيابك لتحرص على سلامتك في وسط أمواج البشر التى إنعدم لديها التمييز.. كل همك أن تعود لبلدك حالا ً لترتمى في أحضان العالم المتخلف.. متخلف!! ليست بلادنا هى بلاد التخلف..أناس فرغت عقولهم من كل شىء إلا من شىء..عقولهم بيضاء ناصعه.. تبحث عن المال لتشبع الرغبات بدون هدف أو خطوط واضحه لحياتهم.. فرغت تماماً حياتهم من أى معنى وتقلصت فقط للمال والمأكل وما يكفى لشراء مشروبات كحوليه تشرب قبل النوم.. ولماذا ذلك يا مواطن؟؟.. الاجابة إستمتاع .. أنا حر.. والله لولا أن قال الله إن أعظم الجرم هو الشرك بالله لقلت إن أعظم جرم هو رؤيه مجتمعات كتلك .. مجرد رؤية.. فعلا أنا سعيد جداً بوجودى هنا .. أقسم بالله سعيد جداً..هنا أدركت ماذا تعنى كلمه مسلم.. ليست مسلماً يلحق بصلاة الجمعة فى الركعة الثانية.. مسلم بكل ما أوتيت الكلمة من معانى.. أنا مسلم ..

مسلم..

مسلم..

مسلم الحمد لله..

اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك أنك خلقتنى مسلم.. لولا ذلك ما كنت غير مسلم.. ولا أستحى من توصيل إبنتى لصديقها؟؟ ولا أجد حرجاً في ملابس زوجتى التى تشف وتصف..


إجابتى يا صديقى على سؤالك أنى فعلا سعيد جداً بموجودى هنا وأشكر الله على ذلك لأعود لبلدى بروح أخرى كمسلم..

الحرية

كنت أتحدث مع صديق عبر إحدى برامج المحادثة على الإنترنت ودلف الحديث عن الغربه بسؤال مباغت منه
" هو إنت مبسوط في ألمانيا؟؟"
فكان ردى " الحمد لله "
ولكن كان للسؤال بعداً آخر لم أدركه فقام صديقى بالإستدارك : " يعنى نفسك تكمل حياتك في ألمانيا ومترجعش مصر تانى؟؟"
لجم السؤال لسانى برغم من سهوله السؤال وسهولة الإجابه التى لم تتعد كلمه واحده فقط بنعم أو لا لكن فعلاً الإجابه صعبه وليست بالسهلة لاسيما إذا كانت الإجابه تعنى إلقاء سنوات الطفوله والشباب خلف ظهرك وتنسى ذكريات المرحله الجامعية ومرحله ما بعد الجامعه فعلاً كانت الإجابه صعبه بل صعبه جداً
فكم عشر سنوات في عمر أى إنسان.. شريط طويل من الصور يمر أمام عينى بكل ما يحتويه من ضحك وجد وسعاده وحزن لحظات عديده أتمنى فعلاً عودتها.. حينما أتذكرها أشعر بسعاده بالغه تكسرها العوده من جديد للواقع.. أتمنى فعلاً العوده لمصر بلا شك والبقاء فيها حتى آخر يوم من عمرى لأساعد بطريقه أو بأخرى لكى تصبح مصر أفضل من أوروبا.. ذلك يتطلب الأمل .. وذلك ليس بالصعب إذا ما قمنا بمقارنه بين الشعبين الألمانى والمصرى.. صديق مصرى يحمل الجنسية الألمانية تبادلنا أطراف الحديث منذ أيام عن الشعب الألمانى وأن بإنتظارهم عذاب من الله.. ليس بسبب الكبائر التى يرتكبونها بإستمرار ولكن أيضاً للطريقه التى يديرون بها حياتهم وأردف صديقى بصوت علاه الإحباط أن طريق معادله شهاده الثانويه العامه الحاصل عليها من مصر بالشهاده الألمانيه ليس بالسهل لما يدفعه للعمل كعامل في إحدى المصانع الألمانية العالمية المتخصصة في صناعه السيرات.. وبنظرة عامه على العاملين بالمصنع وجد أنه يحمل شهاده أعلى من أعلى شهاده حصل عليها أى عامل من زملاءة.. من خلال الإحتكاك اليومى من السهل جداً أن تجد شخصاً في الخمسين من عمره ولازال في مرحله البحث عن عمل 6 يورو/ الساعه فليس لديه أى مهارات أو خبرات أو حرفه أو جهه أو شهاده في أى مجال أو تخصص من أى جهه كانت تؤهله للعمل.. هذا نموذج.. يلزمه التحليل لماذا هناك العديد يصل لهذا العمر بمحصله صفر.. هناك 70% من الشعب يصرف على 30% الآخر وبعد 15 عاماً من الآن سيكون 50% من الشعب يصرف على 50% الآخر .. كيف ذلك؟؟ الأشخاص الذين يعملون يدفعون ضرائب للحكومه.. الحكومه بدورها توجه بعض الضرائب إلى الأشخاص الأخرين العاطلين عن العمل حيث تساعدهم في توفير شقه لكل منهم ومصروف شهرى وأى مصاريف أخرى قد يحتاجها العاطل وعاده ما يكون هذا العاطل شخص سكير عابث غير متعلم وغير حامل لأى شهاده تؤهله للعمل والدوله تكفل له حريه الإلتحاق بالتعليم من عدمه فالحكومه تقوم بإستبيان رغبته في التعليم وإذا رفض التعليم فمن حقه تماماً ..النتيجه أن أغلب الشعب فكر جدياً في أن يكون عاطل حيث ستتكفل الحكومه بإيجاد سكن مناسب وبالمصاريف الشهرية.. وإذا رغب أحدهم بالعمل بدون أوراق رسميه للحصول على أجره كاملا بدون ضرائب كما يشجع على ذلك أرباب العمل أنفسهم لما يوفره ذلك من مصاريف إضافيه يدفعها للدوله.. من جهه أخرى إذا أراد التعليم فعليه تمويل نفسه ذاتيا حيث ستوفر له الدوله دور العلم . المحصله أن اكثر من70% من الشعب مستوى تعليمه تحت المتوسط.. هذا ما تذكره الإحصائيات.. نعود لصديقى المصرى الألمانى الذى كان يقطع مسافه من غرب فرانكفورت إلى شرقها بالدراجه حيث لا يمتلك نقود كافيه لإستخدام المواصلات التى تكاد تكون خاليه أحيانا كثيره ولكن لا يستطيع إستخدامها من لا يمتلك ثمنها.. صديقى كان يعمل في بدايه حياته بإحدى المطاعم العالمية في رحله تستغرق 70 دقيقه تقريباً بالدراجة... بعد رحله العناء اليومية لمدة شهر إكتشف أن بعد الضرائب المستحقه عليه سيحصل على 45 يورو شهريا من أصل يزيد عن 400 يورو شهريا حيث تصنف حالته ضرائبياً؟؟ الـ45 يورو لا تكفى لشراء شىء تماماُ إذا علمنا أن الانسان العادى يحتاج في حدود 400/500 يوروا شهريا ليعيش حياه معتدله تامه الأساسيات.. وفى صدد أن سعر العاهرات المحدد من قِبل الدوله هو 50 يورو/ 30 دقيقه .. أى أن معاناه صديقى طوال الشهر لم تعادل نصف ساعه عمل العاهرات..أى أن الأفضل البقاء في المنزل دون عمل حيث ستوفر له الدوله المسكن والإيجار شهريا ومصروف شهريا ولن يكون لديه أى أشغال أو مسئوليات أو ضغوط يوميه وسيكون لديه الوقت الكافى لمشاهده التلفاز وإحتساء زجاجات البيره ومصاحبه الفتيات لتكون المحصله صفر في الخمسين من العمر..مجرد عمل بمقابل 6 يورو/ الساعه لينتهى اليوم بشراء زجاجتى من البيره الرخصيه ثم النوم لليوم التالى .. هذه هى الحريه .. ولنا مع الحريه وقفات أخرى ..

Wednesday 23 May 2007

أنا الحر

الحاج رشيد تعدى الستين من العمر , اتى من الجزائر ليستقر هنا منذ اكثر من 35 عاما..أغلب الصلوات يؤديها في المسجد الوحيد بالمدينه وفى عطله نهايه الاسبوع يسافر الى إحدى المدن الكبيره القريبه لشراء احتياجاته من اللحوم الحلال المذبوحه على الشريعه الاسلاميه حيث تخلوا المدينه التى يعيش فيها من اى مصدر لللحوم الحلال ..وأيضا يحرص في عيد الاضحى على نحر الأضحية وتوفيرها لأكثر من 100 طالب مسلم ويتم تحضير مأدبة للإفطار الجماعى بعد أن ينتهى الطلاب من طهى اللحوم في السكن الجامعى في صورة جماعية تفوق الوصف..إحتفال بحق .. وتشاركنا الافطار في السكن الجامعى ..صورة ممتازه من صور التضامن الجماعى وصورة مشرفه امام الاخرين من مختلف الجنسيات..تقدم لهم الحلوى بمناسبه عيد الاضحى في لفته طيبه وللفت انتباههم في الوقت ذاته..جزا الله الحاج رشيد عنا كل خير..
في إحدى الايام الشتويه لم يتبق في المسجد بعد صلاه العشاء التى لم يحضرها عدد أكثر من عدد أًصابع اليد إلا الحاج رشيد وإمام المسجد وكاتب هذه السطور..بعد أن إنتهى الحاج مسعود من ركعتى الشفع توجه حيث كنت أجلس مع إمام المسجد وجلس مواجهاَ إياه وبادر إمام المسجد الذى يبلع من العمر 24 عاماً بسؤال : هل أنت متزوج؟ فأجابه الإمام بالنفى فأردف الحاج مسعود : وليس لديك خطيبه؟ فأبتسم الإمام وقال له : لماذا تسأل يا حاج رشيد؟ هل لديك زوجه لى؟ , اجابه الحاج رشيد في سرعه : نعم إنها إحدى بناتى..سرعه الإجابه والإجابه نفسها أربكتنى بينما أعرب إمام المسجد للحاج رشيد عن مدى إمتنانه لثقته فيه وأن ذلك بالتأكيد يسعده ويشرفه لكنه لا يملك ما يكفى للزواج كما أنه لا يمتلك مصدر رزق ومن غير المتوقع حيث تتطلب منه الدراسه قدراَ ليس باليسير من الاستذكار ولا يسع الوقت للعمل.. إمتلأت عين الشيخ رشيد بالآسى فلا أن بردف قائلا : قد أموت الغد ولا أريد ان اقف بين يدى الله ولازالت كفتى تزاداد بالذنوب.. وإلى هذا عجز صديقى إمام المسجد عن الفهم كما عجزت أنا من قبل... قرأ الشيخ رشيد علامات الحيره على وجوهنا فأردف في حديثة أتيت إلى هنا لم أكن أعلم عن الدين سوى إسمه ولم أكن أحمل منه شيئا ..ثقافتى فرنسيه بحكم المنشأ والتربيه كل ما كان يشغل بالى حينها هو البحث عم مستوى حياة أفضل... لم أعبأ كثيرا بالحلال والحرام ولم أدرك معنى الكبائر.. فعلت ما يحلو لى ولم أبالى .. كسبت الكثير من الأموال وخسرت الكثير أيضاَ وحصلت عليها بكافه الطرق والسبل.. فخلال ساعات الليل أحصل من ماكينات القمار على أموال أنفقتها على الفتيات في الساعات المتبقيه من الليل تكفى لشراء منزل وتعرفت على فتاه ألمانيه تزوجتها لأحصل على الاقامه الشرعيه ومن ثم الحصول على الجنسيه ولم يدم الزواج أكثر من 3 سنوات أنجبت خلالها إبنتان تحملان الجنسيه ورغم إنفصالى عن والدتهم إلا أنى كنت حريص على تنشأتهم في المناخ الأوروبى لما كان يمثله لى من شان عظيم.. فلا تتحدثان العربية وخلال تلك الفتره تزوجت بألمانية أخرى وأرسلت إبنتاى للتعليم الجامعى في مدن أخرى لتستقلان بحياتهما كنموذج أوروبى تماماَ ومنذ سنتين تقريبا تبدلت حياتى تماماَ فأعلنت توبتى إلى الله وندمت على ما فعلت ودعوت زوجتى للإسلام فرفضت فقمت بطلاقها لأنها لا تؤمن بإله بالأساس ودعوت بناتى فلم يبدين الحماس فإزدادت ضغوطى عليهم حتى تهربتا منى وقامت كل منهما بتغيير أرقام تليفوناتهم لكى لا يمكن الوصول إليهن.. ولم أعد أعرف شىء عنهن وحاولت البحث عنهن عن طريق الجامعه ولكنهم غيروا الجامعه وإنتهى الامر بإبلاغ الشرطه التى أبدت عدم تعاونها لأن بناتى تخطوا السن القانونى ومن حقهم الإستقلال بحياتهم الخاصه كما أنهم لم يرتكبن أى مخالفه وغير ملاحقات قانونياَ.. حتى الإسبوع الماضى علمت بأن إحداهن تقيم في مدينه فسافرت مباشره لتلك المدينة وطرقت باب بيتها فلم يجيب أحد فأنتظرت عودتها في السياره حيث يبدو البيت خاوى من السكان.. وبعد إنتظار دام ساعات لمحتها مقبله برفقة شاب فنزلت من سيارتى مسرعاَ في إنتظارها حيث توقعت أن وجودى سيدفعها لترتمى في أحضانى وما إن اقتربت منى ولاحظت وجودى حتى رمقتنى بنظره مشمئزة لتترك صديقها وتهرول إلى باب المنزل بينمها يتابعها صديقها ويتبعانى بالنظرات ثم يهرول لاحقا بها.. ثم ينهار الحاج مسعود لتختلط كلماته بنواحه قائلاَ توقعت أن وجودى سيدفعها لترتمى بأحضانى.. خسرت دينى ودنيتى وآخرتى.. إرحمنى يا الله إرحمنى يا الله .. ولم أكن أكثر منه صلابه.. أجهش باكيا بحراره.. أجهش نادما متحسرا .. ظللت أرمقه بنظره تختلط فيها العديد من الأحساسيس من حنق لشفقه لقله حيله.. لا يملك من أمر إبنتاه شيئا لماذا؟؟ لأنهم أوروبيات بالغات راشدات.. فالقانون يكفل لهن حريتهم.. فليس على الأب اى سيطره أو تحكم؟ خسر دينه ودنياه وبناته وآخرته.. يرى بعينه إبنته مع صديقها في الشارع متعانقان متشابكان ولا يكون بمقدرته منعها عن ذلك.. بإسم الحرية؟؟! إذا كانت هذة هى الحريه فلعنه الله عليها.. فليقولوا ليس لدينا حريه.. سجننا أفضل ألف مره من حريتهم.. أى سجن؟!! أنتم المسجونين. كل منكم مسجون داخل شهوته.. يتبعها حيث تدلف .. مسجون داخل حلقه من فراغ العقل والحياه .. مسجون داخل قوانين وضعيه لم ينزل الله بها من سلطان..مسجون بداخل حياه من التخبط والإضمحلال.. أنا حر.. بكامل حريتى يمكننى أن أفطر نهار رمضان ولكن بكامل إرادتى أصوم.. بكامل حريتى يمكنى أن أكفر بالله ولكن بكامل إرادتى أتوضأ وأذهب للمسجد وأقرأ القرآن.. يااااااااه الحمد لله أنى مسلم.. أنا الحر.. أنا الحر.. أنا الحر

Saturday 19 May 2007

شيء إسلامي تركز في عقولهم ووجدانهم

قي نقاش مع أحد الأصدقاء السوريين حول وضع العرب والمسلمين في الغرب ومدى تأثيرهم على المجتمع الغربي وتأثير المجتمع الغربي عليهم ، كانت وجهة نظر صديقي تتمثل في أننا دون أي تأثير ، بل العكس هو الصحيح ، فالمجتمع الغربي ترك آثاره السيئة على الجيل الثاني من أبناء المسلمين المهاجرين .حسنا لا أرى أن الصورة قاتمة إلى هذا الحد وإن كانت صحيحة ، فهي تكاد تقتصر على جاليات دول بعينها مثل الجالية التركية والمغربية والجزائرية ، أرى الصورة أكثر إشراقا .حسنا دعوني أروي لكم بعض الصور :صورة (1) : كنت أقف مع صديق هندي بعد تجاوز عقارب الساعة لمنتصف الليل بدقائق عند نهاية شارع في إحدى القرى التي يطلق عليها مدينة مجازا ، فمساحتها لا تتجاوز حدود 6 كم عرضا و 7 كم طولا ، وعدد سكانها لا يتجاوز الخمسة آلاف نسمة يمثل الطلبة ثلثهم تقريبا ، وعندما أنهينا حديثنا وهَمّ كل منا في الانصراف كان هناك صوت دراجتين قادمتين في إحدى الشوارع ، وكان يرتفع صوت فتاتين تتحادثان كلما ارتفع صوت اقتراب الدراجتين حتى وصلتا إلى حيث نقف ، فتوقفت الفتاتين عن الحوار ونظرت إحداهما بتجاهي أنا وصديقي وقالت بلغة عربية ركيكة : السلام عليكم ، فرددت عليها بذهول : وعليكم السلام ، فاستدارت مرة أخرى تجاه صديقتها تكملان حديثهما ، وظللت أتابعهما حتى اختفيتا بنهاية الشارع ، فأفقت على سؤال صديقي الهندي : هل تحدثت العربية ؟ ، فأجبته بنعم ، فبادرني : ولكنها ليست عربية !!! فأجبته بنعم ، وسرعان ما ارتسمت ابتسامة على وجهي ، سعدتُ جدا وظل قلبي يرقص فرحا لذلك الموقف ، كنت في غاية السعادة أن هناك شيء إسلامي تركز في عقولهم ووجدانهم ، المهم أننا أدينا الأمانة في التبليغ ، وليس علينا هدايتهم ، فقط علينا التبليغ .
تحديث صور أخرى :· نسبة غير قليلة من الجامعات تحتوي على غرفة تستخدم كمُصلى للمسلمين .· نسبة معقولة من سكن الطلاب الذي يقطنه الكثير من الطلاب المسلمين يحتوي على غرفة تستخدم كمصلى .· انتشار اللحوم المذبوحة طبقا للشريعة الإسلامية في عدد مقبول من الأسواق الكبرى .· انتشار محلات الطعام التركية والعربية عامة .· ارتياد الغالبية للمطاعم التركية .· زيادة الوعي والإدراك لكثير من الشئون الإسلامية مثل : اللحم الحلال ، شهر رمضان ، الصلاة ، الحج ، الحجاب ، تحريم الخمر والزنا ..... إلخ . توفير اختبارات المرور باللغة العربية

تواجدنا في بلاد الغرب

عن نفسي أعتبر مجرد تواجدنا في بلاد الغرب فيه جلب منفعة ودفع ضرر وجهاد ورفع للواء الإسلام وصدقة جارية وتقديم صورة إيجابية للمسلمين وتغيير مفهوم الغرب عنا .سأسرد لكم قصة مختصرة لا أستطيع ألا أقصها عليكم .لي صديق كان يبحث عن سكن مناسب بعد وصوله ألمانيا لدراسة الماجيستير ،ووجد ضالته في سكن عبارة عن غرفة في الطابق العُلوي لمنزل قديم تملكه عجوز ألمانية تجاوزت السبعين من عمرها .المنزل مكون من طابقين ، يقيم صديقي في الطابق العلوي بينما تقيم العجوز بالطابق السفلي ، ومنذ اليوم الأول لاحظ اهتمامها به ومعاملته بهدوء وحب وود وكأنها تعرفه من أعوام مضت وليس أيام ، وتساعده وتهتم لأمره وتحرص على تهيئة الهدوء له ، ولم يشأ صديقي أن يسألها .وبعد مرور عِدة أشهر ، وبعد أن توطت العلاقة وازدادت الثقة بينهما ، تشجع صديقي على سؤالها ما السر في حُسن معاملتها له مع إنه مسلم عربي في وقت تزداد فيه كراهية الغرب للمسلمين والعرب بصفة عامة ؟فكان ردها أن الشخص الذي سبقه بالسكن في نفس الغرفة كان شاب إيراني مسلم درس الطب لمدة 5 سنوات ، وكان طيب دمث الخلق ، يغض البصر ، هاديء ، متدين ، يؤدي الصلوات ولا يشرب الخمر .... إلختخيلوا ما تركه هذا الشاب الإيراني بسلوكه لدى تلك العجوز ؟ربما يكون شيعيا وهو الاحتمال الأكبر لكنه بالرغم من ذلك ترك أثرا كبيرا بداخلها تم توطيفه من قبل العجوز في هيئة الاعتناء بصديقي وذلك في أحك الظروف التي يمر بها الإسلام في وقتنا المعاصر من ظلم واضطهاد وعنصرية وتشويه وحروب .إن ذلك يُعد صدقة جارية ، ووالله لو لم ينل المغترب من الغربة سوى هذا العمل فكفاه ولا يُبال