Saturday 9 June 2007

الحرية مرة أخرى


وقفه أخرى مع الحريه.. ولا زال سؤال صديقى "يعنى نفسك تكمل حياتك في ألمانيا ومترجعش مصر تانى؟؟ "

إضافه لما ذكرته من قبل عن الحريه وصورة من صورها في حريه التعليم مع تكفل الحكومه بتوفير إحتياجاتك الأساسيه الشهريه .. دعونى أنقل لكم صورة أخرى من صورها لم أستوعبها في حينها حيث كنت حديث العهد بأوروبا.. خرجت من عملى في الحادية عشرة ليلا لأجد مهرجاناً عظيما تم الإعداد له على مدار الأيام السابقة من أضواء ومسارح وأكشاك في وسط مدينة فرانكفورت .. ولم يكن لدى أى فكره عن طبيعه المهرجان حيث تقام مهرجانات عديده مثل الربيع ومهرجان الورود ومهرجانات ذات خلفيه دينيه فلم أكترث بالإستفسار مسبقاً عن طبيعه هذا المهرجان.. وهالنى ما رأيت قبل منتصف الليل أناس عديده بأزياء غريبه وفى أوضاع أغرب يشعر المراقب أنه في غرفه نوم مفتوحه.. ألعاب نارية وفقرات مسرحية وأضواء ومأكولات ومشروبات.. أفقت من ذهولى لتقع عينى على شخص يضع بادج " سلبى " على صدره.. إنه مهرجان الشواذ.. فى الوقت التى تسمح به الدوله بتنظيم مهرجان للشواذ تسمح لهم أيضاَ بتنظيم مظاهره ضد بناء مسجد للمسلمين .. مجتمع يدفع دفعاً إلى الهاوية.. تقف أنت في وسط المشهد مذهولا ..حينما تسمح الحكومه بمعارضه عودة الفضائل من خلال بناء مسجد فإنها في الوقت ذاته تسمح بإقامه مهرجانات يسمح خلالها بالأحضان والقبلات والمزيد ..وإذا تساءلت لماذا كل تلك الاموال ولماذا كل هذال إنحلال؟؟ ستجد يداً تهوى على " قفاك " ديمقراطيه يا إبن العالم التالت .. حريه يا إبن العالم المتخلف؟؟.. لن يسعك سوى أن تقبض على ثيابك لتحرص على سلامتك في وسط أمواج البشر التى إنعدم لديها التمييز.. كل همك أن تعود لبلدك حالا ً لترتمى في أحضان العالم المتخلف.. متخلف!! ليست بلادنا هى بلاد التخلف..أناس فرغت عقولهم من كل شىء إلا من شىء..عقولهم بيضاء ناصعه.. تبحث عن المال لتشبع الرغبات بدون هدف أو خطوط واضحه لحياتهم.. فرغت تماماً حياتهم من أى معنى وتقلصت فقط للمال والمأكل وما يكفى لشراء مشروبات كحوليه تشرب قبل النوم.. ولماذا ذلك يا مواطن؟؟.. الاجابة إستمتاع .. أنا حر.. والله لولا أن قال الله إن أعظم الجرم هو الشرك بالله لقلت إن أعظم جرم هو رؤيه مجتمعات كتلك .. مجرد رؤية.. فعلا أنا سعيد جداً بوجودى هنا .. أقسم بالله سعيد جداً..هنا أدركت ماذا تعنى كلمه مسلم.. ليست مسلماً يلحق بصلاة الجمعة فى الركعة الثانية.. مسلم بكل ما أوتيت الكلمة من معانى.. أنا مسلم ..

مسلم..

مسلم..

مسلم الحمد لله..

اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك أنك خلقتنى مسلم.. لولا ذلك ما كنت غير مسلم.. ولا أستحى من توصيل إبنتى لصديقها؟؟ ولا أجد حرجاً في ملابس زوجتى التى تشف وتصف..


إجابتى يا صديقى على سؤالك أنى فعلا سعيد جداً بموجودى هنا وأشكر الله على ذلك لأعود لبلدى بروح أخرى كمسلم..

الحرية

كنت أتحدث مع صديق عبر إحدى برامج المحادثة على الإنترنت ودلف الحديث عن الغربه بسؤال مباغت منه
" هو إنت مبسوط في ألمانيا؟؟"
فكان ردى " الحمد لله "
ولكن كان للسؤال بعداً آخر لم أدركه فقام صديقى بالإستدارك : " يعنى نفسك تكمل حياتك في ألمانيا ومترجعش مصر تانى؟؟"
لجم السؤال لسانى برغم من سهوله السؤال وسهولة الإجابه التى لم تتعد كلمه واحده فقط بنعم أو لا لكن فعلاً الإجابه صعبه وليست بالسهلة لاسيما إذا كانت الإجابه تعنى إلقاء سنوات الطفوله والشباب خلف ظهرك وتنسى ذكريات المرحله الجامعية ومرحله ما بعد الجامعه فعلاً كانت الإجابه صعبه بل صعبه جداً
فكم عشر سنوات في عمر أى إنسان.. شريط طويل من الصور يمر أمام عينى بكل ما يحتويه من ضحك وجد وسعاده وحزن لحظات عديده أتمنى فعلاً عودتها.. حينما أتذكرها أشعر بسعاده بالغه تكسرها العوده من جديد للواقع.. أتمنى فعلاً العوده لمصر بلا شك والبقاء فيها حتى آخر يوم من عمرى لأساعد بطريقه أو بأخرى لكى تصبح مصر أفضل من أوروبا.. ذلك يتطلب الأمل .. وذلك ليس بالصعب إذا ما قمنا بمقارنه بين الشعبين الألمانى والمصرى.. صديق مصرى يحمل الجنسية الألمانية تبادلنا أطراف الحديث منذ أيام عن الشعب الألمانى وأن بإنتظارهم عذاب من الله.. ليس بسبب الكبائر التى يرتكبونها بإستمرار ولكن أيضاً للطريقه التى يديرون بها حياتهم وأردف صديقى بصوت علاه الإحباط أن طريق معادله شهاده الثانويه العامه الحاصل عليها من مصر بالشهاده الألمانيه ليس بالسهل لما يدفعه للعمل كعامل في إحدى المصانع الألمانية العالمية المتخصصة في صناعه السيرات.. وبنظرة عامه على العاملين بالمصنع وجد أنه يحمل شهاده أعلى من أعلى شهاده حصل عليها أى عامل من زملاءة.. من خلال الإحتكاك اليومى من السهل جداً أن تجد شخصاً في الخمسين من عمره ولازال في مرحله البحث عن عمل 6 يورو/ الساعه فليس لديه أى مهارات أو خبرات أو حرفه أو جهه أو شهاده في أى مجال أو تخصص من أى جهه كانت تؤهله للعمل.. هذا نموذج.. يلزمه التحليل لماذا هناك العديد يصل لهذا العمر بمحصله صفر.. هناك 70% من الشعب يصرف على 30% الآخر وبعد 15 عاماً من الآن سيكون 50% من الشعب يصرف على 50% الآخر .. كيف ذلك؟؟ الأشخاص الذين يعملون يدفعون ضرائب للحكومه.. الحكومه بدورها توجه بعض الضرائب إلى الأشخاص الأخرين العاطلين عن العمل حيث تساعدهم في توفير شقه لكل منهم ومصروف شهرى وأى مصاريف أخرى قد يحتاجها العاطل وعاده ما يكون هذا العاطل شخص سكير عابث غير متعلم وغير حامل لأى شهاده تؤهله للعمل والدوله تكفل له حريه الإلتحاق بالتعليم من عدمه فالحكومه تقوم بإستبيان رغبته في التعليم وإذا رفض التعليم فمن حقه تماماً ..النتيجه أن أغلب الشعب فكر جدياً في أن يكون عاطل حيث ستتكفل الحكومه بإيجاد سكن مناسب وبالمصاريف الشهرية.. وإذا رغب أحدهم بالعمل بدون أوراق رسميه للحصول على أجره كاملا بدون ضرائب كما يشجع على ذلك أرباب العمل أنفسهم لما يوفره ذلك من مصاريف إضافيه يدفعها للدوله.. من جهه أخرى إذا أراد التعليم فعليه تمويل نفسه ذاتيا حيث ستوفر له الدوله دور العلم . المحصله أن اكثر من70% من الشعب مستوى تعليمه تحت المتوسط.. هذا ما تذكره الإحصائيات.. نعود لصديقى المصرى الألمانى الذى كان يقطع مسافه من غرب فرانكفورت إلى شرقها بالدراجه حيث لا يمتلك نقود كافيه لإستخدام المواصلات التى تكاد تكون خاليه أحيانا كثيره ولكن لا يستطيع إستخدامها من لا يمتلك ثمنها.. صديقى كان يعمل في بدايه حياته بإحدى المطاعم العالمية في رحله تستغرق 70 دقيقه تقريباً بالدراجة... بعد رحله العناء اليومية لمدة شهر إكتشف أن بعد الضرائب المستحقه عليه سيحصل على 45 يورو شهريا من أصل يزيد عن 400 يورو شهريا حيث تصنف حالته ضرائبياً؟؟ الـ45 يورو لا تكفى لشراء شىء تماماُ إذا علمنا أن الانسان العادى يحتاج في حدود 400/500 يوروا شهريا ليعيش حياه معتدله تامه الأساسيات.. وفى صدد أن سعر العاهرات المحدد من قِبل الدوله هو 50 يورو/ 30 دقيقه .. أى أن معاناه صديقى طوال الشهر لم تعادل نصف ساعه عمل العاهرات..أى أن الأفضل البقاء في المنزل دون عمل حيث ستوفر له الدوله المسكن والإيجار شهريا ومصروف شهريا ولن يكون لديه أى أشغال أو مسئوليات أو ضغوط يوميه وسيكون لديه الوقت الكافى لمشاهده التلفاز وإحتساء زجاجات البيره ومصاحبه الفتيات لتكون المحصله صفر في الخمسين من العمر..مجرد عمل بمقابل 6 يورو/ الساعه لينتهى اليوم بشراء زجاجتى من البيره الرخصيه ثم النوم لليوم التالى .. هذه هى الحريه .. ولنا مع الحريه وقفات أخرى ..